مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #1786

    فسيولوجيا العجز الثنائي:-
    مما لاشك فيه بأن معظم تدريبات القوة تعتمد طريقة الأداء على استخدام كلا الطرفين معاً، سواء كان ذلك استخدام الطرف العلوي او السفلي، مثل تمرينات ثني الركبتين أو استخدام الذراعين كرفع الثقل أعلى الصدر في الرقود، بحيث أن استخدام كلا الطرفين أو الذراعين يؤدي الى إنتاج قوة عضلية أقل في مقدارها عند أداء نفس التمرينات لكل طرف أو ذراع على حده، ويمكن ملاحظة ذلك عند قياس النشاط الكهربائي العضلي للعضلات العاملة، ويظهر هذا العجز بصورة واضحة لدى غير المدربين أكثر من المدربين وقد يظهر في بعض الحركات أكثر من غيرها وقد لا يظهر مطلقاً، وسؤال الذي يطرح نفسه ما هو سبب ظهور العجز الثنائي وكيف يمكن التغلب عليه؟ وللجواب على ذلك، قد يكون العجز الثنائي ناتج عن عجز في زمن رد الفعل، أو عجز الوفاء بمتطلبات الطاقة للعمل العضلي( الأوكسجيني أو اللأوكسجيني )، فضلاً عن العجز في القوة العضلية المنتجة، ولتفسير ظاهرة العجز في الحالات أعلاه. فظاهرة العجز في زمن رد الفعل يرجع للجزء السفلي والعلوي من الجسم ويتعلق بإيصال المعلومات الى الجهاز العصبي المركزي ،إذ يكون مهتماً بالمهمة الرجعية سواء كان ذلك لليد أو الرجل، فضلاً عن التنسيق الحركة للطرفين، مما يؤدي الى تشتت الأداء الكلي ، أوقد يحدث نتيجة لعجز الأوكسجين ، أي نقص في الحجم الأقصى لاستهلاك الاوكسجين عند أداء التدريب بالطرفين مقابل التدريب بقدم واحدة، أذ تم قياس مقدار عجز الأوكسجين عند ركوب الدراجة في الرجلين23% أكبر من الحجم الأقصى لاستهلاك الأوكسجين أثناء ركوب دراجة برجل واحدة. فضلاً عن مقدار عجز الأوكسجين يرتبط بالعمل العضلي إذ أن حجم المجاميع العضلية المشتركة عند الأداء بالطرفين أكبر ما هو عند الأداء بطرف واحدة. بينما يكون العجز في القوة العضلية بسبب عدم اكتمال نشاط الوحدات الحركية في العضلة عندما يتم العمل بكلا الطرفين معاً. لذا يتطلب الأداء في القدرة على سرعة انتاج القوة، باستخدام تمرينات تتميز بسرعة الأداء، أي القدرة على تعبئة الوحدات والذي يعتمد على مبدأ حجم العضلات المشاركة في الانقباض العضلي، أذ أن زيادة القوة العضلية يبدأ من الصفر وحتى الحد الأقصى، يتم ذلك من خلال استثارة الوحدات الصغيرة للانقباض يليها انقباض الوحدات الكبيرة، ولكن بممارسة التدريبات القوة المقننة سوف يؤدي الى حدوث تكيفات لتلك التدريبات مما ينتج عن ذلك انقباض الوحدات الحركية الكبيرة والسريعة قبل انقباض الوحدات الحركية الصغيرة والبطيئة، وهذا ما يمكن ملاحظته عند أداء حركات القذف القوية وسريعة باليدين معاً، مما يؤدي الى زيادة قوة القذف عن الأداء بيد واحدة، ويرجع ذلك الى تقيل تأثير العضلات المعاكسة( المتضادة)، أذ وجد أن العضلات المادة للمفصل الركبة تؤثر العضلات المضادة على القوة الناتجة بمقدار 10% تقريباً، ومبدأ عمل العضلات المضادة هو تثبيت أربطة المفصل عند أداء انقباضات القوة السريعة، فضلاً عن أحداث التوافق العام للمجموعات العضلية. ولكي يتم التغلب على ظاهرة العجز الثنائي يجب التركيز في التدريبات على تطوير أنتاج القوة بانقباضات عضلية بسرعة عالية نسبياً، مع تطوير إنتاج أسرع انقباض عضلي بمقاومات مناسبة، فضلاً عن الربط بين أقوى وأسرع انقباض(دمج الأسلوبين معاً) عضلي مما يؤدي الى حماية الأوتار والأربطة أذ ما تم استخدام كلا الطرفين معاً، بسبب تنشيط الألياف العضلية في ظروف العمل الثنائي من خلال التدريب، وهذا ما يمكن ملاحظته لدى لاعبي التجديف، إذ يلاحظ التحسن بالأداء الثنائي للطرفين، أكثر ما هو عن الأداء لكل طرف بصورة منفردة، وكذلك يمكن ملاحظتها عند رفغي الثقل والدراجات وغيرها، إذ أن سبب في اختفاء ظاهرة العجز الثنائي لديهم يعود الى دور التدريب في أحداث التكيف العصبي باستخدام كلا الطرفين ، ولكي يتم تحسين ظاهرة العجز الثنائي في الأنشطة التي يتطلب في أدائها عمل الطرفين على التوالي وليس معاً، كما هو الحال في الحركات المتكررة للركض أو المشي أو السباحة، في هذه الحالة يجب التركيز على إعطاء تمرينات باستخدام الطرفين، من أجل زيادة القوة للطرف الواحد، ومثال ذلك استخدام قوة الوثب بالقدمين من أجل تحسين قوة الدفع بالقدم الواحدة كما هو الحال بالوثب الطويل، وكذلك استخدام سباحة الدولفين لتحسين ضربات الذراعين في سباحة الزحف.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.